تيريزا هلسة أيقونة الصمود والنضال الفلسطيني..؟
بقلم/ الكاتب الصحفي عبدالرحمن العبادلة
تولد جميع النساء نساء، إلا نساء فلسطين والأردن وُلدنَّ جبالاً شامخات، حملنّ الهمّ والصعوبات وكل التحديات، أثبتنّ أنهنّ ذوات عزيمة وإرادة قوية، أبين الخضوع والخنوع والانكسار رُغم بطش وطغيان الإحتلال الإسرائيلي، وإستهدافاتة وإنتهاكاته المتواصلة لهنّ أينما تواجدنّ في بيوتهنّ وفي أراضيهم المحتلة التي سلبها الإحتلال الاسرائيلي، ولكن رُغم كل الاستهدافات والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ظلت المرأة تيريزا هلسة، ثورة بركان لايهدأ ولايستكين في وجه هذا العدوان الغاشم وأدواته، فسطرت أروع صور الصمود والعطاء والتضحية، من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية.
لعبت تيريزا هلسة دوراً عظيماً، فكانت دائماً في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان الاسرائيلي في مختلف الجبهات القتالية و الإحتجاجية، فأثبتت أنها سيدة العالم في جبهة الوعي، فتصدرت داخل الميدان القتالي والثقافي والإعلامي بجداره، فقامت بنشر الوعي في أوساط المجتمع الفلسطيني والعربي من خلال جولاتها الدفاعية ضد الإحتلال الإسرائيلي المختلفة في الأوساط النسائية، ومن خلال مساهمتها الفاعلة في هذا المجال كمناضلة، من أجل تحرير الوطن من براثن الإحتلال، وقاتلت من خلال مشاركة المرأة الفلسطينية وإيجاد الدور الفاعل بالقتال و فضح الشائعات والأكاذيب، ونقل عدالة ومظلومية قضية الفلسطينيين للعالم بأكمله.
عام 1972، خطفت تيريزا هلسة طائرة “سابينا” البلجيكية، إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة، وتم تحريرها بعملية عسكرية أدت إلى استشهاد علي طه ابو سنينة، وزكريا الأطرش. وأثناء عملية السيطرة على الطائرة، جرحت تيريزا رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو، حيث أصابته برصاصة في يده، عندما كان من ضمن الوحدة العسكرية الاسرائيلية التي كُلّفت بتحرير الطائرة. وأصيبت هلسة برصاصات عدة، حيث ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعد 12 سنة بعملية تبادل أسرى مع العدو.
ولن ننسى دورها في مساعدة الجرحى الفلسطينيين حيث بذلت كافة جهودها في القطاع الصحي والطوارئ والإسعاف من خلال تطبيب ورعاية جرحى الجبهات العظماء الأبطال الذين يتصدون لهذا العدوان الاسرائيلي الغاشم.
وبالفعل المرأة الفلسطينية هي سر الصمود بل هي شريان الحياة المغذي للمقاومة الفلسطينية فدورها لايقل شأنا عن دور الرجل، سواء كانت سياسية أم ناشطة أم إعلامية أم ربة بيت، لأنها في الأول والأخير هي أم الشهيد وأخت الشهيد الفلسطيني، التي بذلت وأعطت وجادت بكل ماتملك من الرجال، و المال والمجوهرات، فسيّرت القوافل القتالية طوال فترة الإحتلال دون كلل أو ملل دعماً للمقاومة، مجسدة بذلك النموذج الأرقى للمرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة المدركة لأهمية دورها ومسؤولياتها في هذا الطريق، فضربت المرأة الفلسطينية أسمى وأروع التضحيات فأصبحت أسطورة زمانها، وجسدت النموذج الأرقى كشريكة الصمود الأسطوري من منطلق الهوية والانتماء لهذا الوطن الشامخ .
بقلم الكاتب الصحفي عبدالرحمن العبادلة